بحـث
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
البحث في صحة الحديث
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
www.elhakeem.110mb.com Kimo Ahmed
Create Your Badge
قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات الحكيم الثقافية الشاملة على موقع حفض الصفحات
جهاد الدعوة إلى الله
صفحة 1 من اصل 1
جهاد الدعوة إلى الله
جهاد الدعوة إلى الله
إن المسلم الذي ينعم الله عليه بالفقه في الدين والعمل به في نفسه، ويوفقه لتربية أسرته على مبادئه وأحكامه وأخلاقه، فيذوق حلاوته وينعم بهديه، إن هذا المسلم لا ينبغي أن يستقر له قرار حتى يسعى جاهداً في تبليغ هذا الدين إلى الآخرين، ليتمتعوا به، كما تمتع به هو وأسرته وتطمئن به قلوبهم وأنفسهم كما اطمأن به.
وهل يظن عاقل في الأرض أن رجلاً عاقلاً سليم الفطرة أعمى البصر، له زملاء عمي الأبصار، ثم تيسر له من قام بعلاجه، فأنعم الله عليه بنعمة الإبصار، فرأى عجائب هذا الكون، من سماوات وأرض وحيوان ونبات وجبال وأنهار وغير ذلك مما لم يكن يتوقع أن يراه يوما من الأيام.
هل يظن عاقل في الأرض أن يتردد هذا الرجل الذي أبصر بعد عمى، في أن يدل زملاءه العُمْيَ على ذلك الطبيب ليعالجوا أنفسهم عنده، فينعموا بما نعم به هو؟ كلا.
وهكذا فإن المؤمن الذي ذاق حلاوة الإيمان واستظل في ظلال الإسلام، لا يمكن أن يقر له قرار أو تطمئن نفسه، إلا إذا بلَّغ الناسَ هذا الدين، وشرح لهم محاسنه، وبين لهم مفاسد الكفر وأخذ بأيديهم إلى جنات النعيم.
قال تعالى: (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) [فصلت: 33].
ولهذا كان الرسل الذين بعثهم الله للدعوة إليه، يجاهدون غاية الجهاد لتبليغ الناس دينَ الله وتحبيبه إليهم، وتنفيرهم من الكفر به، وتخويفهم عذاب ربهم إن هم بقوا على كفرهم: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) [النحل: 36].
والقرآن الكريم مليء بدعوة الرسل وجهادهم في ذلك، من نوح إلى محمد صلى الله عليهم وسلم، والمقام مقام تنبيه على نوع من أنواع الجهاد واضح وهو لا يحتمل التفصيل.
إلا أنه لا بد من الإشارة إلى ما عاناه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجهاد في سبيل نشر الدعوة.
قال ابن كثير رحمه الله:
(قال ابن إسحاق ثم قدم مكة وقومه أشد ما كانوا عليه من خلافه وفراق دينه، إلا قليلاً مستضعفين ممن آمن به، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه في المواسم - إذا كانت - على قبائل العرب، يدعوهم إلى الله عز وجل ويخبرهم أنه نبي مرسل، ويسألهم أن يصدقوه ويمنعوه حتى يبين عن الله ما بعثه به) [البداية (3/138].
وبينما كان صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس في المواسم ويدعوهم إلى الله،كانت قريش تحاول صده بكل وسيلة: وسيلة الإغراء بالسيادة والملك، ووسيلة المال، ووسيلة التشكيك في صحة عقله صلى الله عليه وسلم، فقد جاءه وفد منهم فخاطبوه قائلين:
"فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مالاً، جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت إنما تطلب به الشرف فينا فنحن نسودك علينا، وإن كنت تريد به ملكاً ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئياً تراه قد غلب عليك.... بذلنا لك أموالنا في طلب الطب لك حتى نبرئك منه، أو نعذر فيك."
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما بي ما تقولون ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم، ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم، ولكن الله بعثني إليكم رسولاً، وأنزل علي كتاباً، وأمرني أن أكون لكم بشيراً ونذيراً، فبلغتكم رسالات ربي ونصحت، لكم فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه علي أصبر على أمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم ") [سيرة ابن هشام ـ الروض الأنف (3/123)].
وعندما لم ينفعهم الإغراء، اتبعوا وسيلة التهديد والإيذاء، ولكنهم أيضا باءوا بالفشل كذلك، لأن الرسالة أعظم من أن ينحني صاحبها أمام أي وسيلة، وهكذا كان رجال الدعوة أيضا يقومون بتبليغ رسالة الله، وينالهم ما ينالهم وهم صامدون لا يلتفتون يسرة ولا يمنة عن صراط الله المستقيم.
فهذا أبو ذر الغفاري رضي الله عنه، يفد إلى مكة ليلتقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيتدسس حتى يلقاه ويسمع منه، فيسلم وتتحرك مشاعر لا إله إلا الله محمد رسول الله في نفسه، في نفس اللحظة التي نطقت بها لسانه، فخرج إلى مجتمع قريش وهو رجل غريب بينهم بعيد الدار والقبيلة، فصدع بكلمة التوحيد ونال ما نال من الأذى في سبيل الله، ثم عاد مرة أخرى مستعذباً صراخه بها بين أعداء الله وإيذاءهم إياه في سبيلها.
كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما – وفيه -: "حتى دخل على النبي صلى الله عليه وسلم، ودخل معه -أي مع علي رضي الله عنه- فسمع من قوله وأسلم مكانه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (ارجع إلى قومك فاخبرهم حتى يأتيك أمري).
قال: "والذي نفسي بيده لأصرخن بها بين ظهرانيهم، فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته: أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ثم قام القوم فضربوه حتى أضجعوه، وأتى العباس فأكب عليه، قال: ويلكم ألستم تعلمون أنه من غفار، وأنه طريق تجارتكم إلى الشام؟ فأنقذه منهم، ثم عاد من الغد لمثلها فضربوه وثاروا إليه فأكب العباس عليه.. " [البخاري رقم 3861، فتح الباري (7/173) ومسلم (4/1923)].
ما سبب هذه السرعة في الصدع بـ(لا إله إلا الله) بين ظهراني المشركين، من رجل دخل تواً في الإسلام، غريبَ الديار بعيدا عن الناصر من القبيلة، ولم يؤمر بما فعل من قِبَلِ الرسول صلى الله عليه وسلم، بل إنه صلى الله عليه وسلم أمره بالرجوع إلى قبيلته لإخبارهم بالإسلام، حتى يأتيه أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنه بمجرد إبصاره شمس الإسلام، أخذ يصرخ في العميان ليبصروها كما أبصرها.
هذا هو المسلم الحق الذي لا يقر له قرار، حتى يدعو إلى إسلامه الضالين، دون مبالاة بما يناله منهم، لشدة رغبته في هدايتهم وإشفاقه عليهم، ورجائه ثواب الله على جهاد دعوته .. . .. . سيتابع الموضوع.
إن المسلم الذي ينعم الله عليه بالفقه في الدين والعمل به في نفسه، ويوفقه لتربية أسرته على مبادئه وأحكامه وأخلاقه، فيذوق حلاوته وينعم بهديه، إن هذا المسلم لا ينبغي أن يستقر له قرار حتى يسعى جاهداً في تبليغ هذا الدين إلى الآخرين، ليتمتعوا به، كما تمتع به هو وأسرته وتطمئن به قلوبهم وأنفسهم كما اطمأن به.
وهل يظن عاقل في الأرض أن رجلاً عاقلاً سليم الفطرة أعمى البصر، له زملاء عمي الأبصار، ثم تيسر له من قام بعلاجه، فأنعم الله عليه بنعمة الإبصار، فرأى عجائب هذا الكون، من سماوات وأرض وحيوان ونبات وجبال وأنهار وغير ذلك مما لم يكن يتوقع أن يراه يوما من الأيام.
هل يظن عاقل في الأرض أن يتردد هذا الرجل الذي أبصر بعد عمى، في أن يدل زملاءه العُمْيَ على ذلك الطبيب ليعالجوا أنفسهم عنده، فينعموا بما نعم به هو؟ كلا.
وهكذا فإن المؤمن الذي ذاق حلاوة الإيمان واستظل في ظلال الإسلام، لا يمكن أن يقر له قرار أو تطمئن نفسه، إلا إذا بلَّغ الناسَ هذا الدين، وشرح لهم محاسنه، وبين لهم مفاسد الكفر وأخذ بأيديهم إلى جنات النعيم.
قال تعالى: (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) [فصلت: 33].
ولهذا كان الرسل الذين بعثهم الله للدعوة إليه، يجاهدون غاية الجهاد لتبليغ الناس دينَ الله وتحبيبه إليهم، وتنفيرهم من الكفر به، وتخويفهم عذاب ربهم إن هم بقوا على كفرهم: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) [النحل: 36].
والقرآن الكريم مليء بدعوة الرسل وجهادهم في ذلك، من نوح إلى محمد صلى الله عليهم وسلم، والمقام مقام تنبيه على نوع من أنواع الجهاد واضح وهو لا يحتمل التفصيل.
إلا أنه لا بد من الإشارة إلى ما عاناه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجهاد في سبيل نشر الدعوة.
قال ابن كثير رحمه الله:
(قال ابن إسحاق ثم قدم مكة وقومه أشد ما كانوا عليه من خلافه وفراق دينه، إلا قليلاً مستضعفين ممن آمن به، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه في المواسم - إذا كانت - على قبائل العرب، يدعوهم إلى الله عز وجل ويخبرهم أنه نبي مرسل، ويسألهم أن يصدقوه ويمنعوه حتى يبين عن الله ما بعثه به) [البداية (3/138].
وبينما كان صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس في المواسم ويدعوهم إلى الله،كانت قريش تحاول صده بكل وسيلة: وسيلة الإغراء بالسيادة والملك، ووسيلة المال، ووسيلة التشكيك في صحة عقله صلى الله عليه وسلم، فقد جاءه وفد منهم فخاطبوه قائلين:
"فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مالاً، جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت إنما تطلب به الشرف فينا فنحن نسودك علينا، وإن كنت تريد به ملكاً ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئياً تراه قد غلب عليك.... بذلنا لك أموالنا في طلب الطب لك حتى نبرئك منه، أو نعذر فيك."
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما بي ما تقولون ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم، ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم، ولكن الله بعثني إليكم رسولاً، وأنزل علي كتاباً، وأمرني أن أكون لكم بشيراً ونذيراً، فبلغتكم رسالات ربي ونصحت، لكم فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه علي أصبر على أمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم ") [سيرة ابن هشام ـ الروض الأنف (3/123)].
وعندما لم ينفعهم الإغراء، اتبعوا وسيلة التهديد والإيذاء، ولكنهم أيضا باءوا بالفشل كذلك، لأن الرسالة أعظم من أن ينحني صاحبها أمام أي وسيلة، وهكذا كان رجال الدعوة أيضا يقومون بتبليغ رسالة الله، وينالهم ما ينالهم وهم صامدون لا يلتفتون يسرة ولا يمنة عن صراط الله المستقيم.
فهذا أبو ذر الغفاري رضي الله عنه، يفد إلى مكة ليلتقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيتدسس حتى يلقاه ويسمع منه، فيسلم وتتحرك مشاعر لا إله إلا الله محمد رسول الله في نفسه، في نفس اللحظة التي نطقت بها لسانه، فخرج إلى مجتمع قريش وهو رجل غريب بينهم بعيد الدار والقبيلة، فصدع بكلمة التوحيد ونال ما نال من الأذى في سبيل الله، ثم عاد مرة أخرى مستعذباً صراخه بها بين أعداء الله وإيذاءهم إياه في سبيلها.
كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما – وفيه -: "حتى دخل على النبي صلى الله عليه وسلم، ودخل معه -أي مع علي رضي الله عنه- فسمع من قوله وأسلم مكانه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (ارجع إلى قومك فاخبرهم حتى يأتيك أمري).
قال: "والذي نفسي بيده لأصرخن بها بين ظهرانيهم، فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته: أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ثم قام القوم فضربوه حتى أضجعوه، وأتى العباس فأكب عليه، قال: ويلكم ألستم تعلمون أنه من غفار، وأنه طريق تجارتكم إلى الشام؟ فأنقذه منهم، ثم عاد من الغد لمثلها فضربوه وثاروا إليه فأكب العباس عليه.. " [البخاري رقم 3861، فتح الباري (7/173) ومسلم (4/1923)].
ما سبب هذه السرعة في الصدع بـ(لا إله إلا الله) بين ظهراني المشركين، من رجل دخل تواً في الإسلام، غريبَ الديار بعيدا عن الناصر من القبيلة، ولم يؤمر بما فعل من قِبَلِ الرسول صلى الله عليه وسلم، بل إنه صلى الله عليه وسلم أمره بالرجوع إلى قبيلته لإخبارهم بالإسلام، حتى يأتيه أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنه بمجرد إبصاره شمس الإسلام، أخذ يصرخ في العميان ليبصروها كما أبصرها.
هذا هو المسلم الحق الذي لا يقر له قرار، حتى يدعو إلى إسلامه الضالين، دون مبالاة بما يناله منهم، لشدة رغبته في هدايتهم وإشفاقه عليهم، ورجائه ثواب الله على جهاد دعوته .. . .. . سيتابع الموضوع.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يوليو 18, 2019 7:58 pm من طرف HAKEEM
» مكيدة اليهود للامام الشافعي
الجمعة يوليو 12, 2019 9:12 pm من طرف HAKEEM
» نعم انت دنيتي
الخميس يوليو 04, 2019 7:22 pm من طرف HAKEEM
» نعم انت دنيتي
الخميس يوليو 04, 2019 7:11 pm من طرف HAKEEM
» الهالة الطاقية لجسم الانسان والجسد الاثيري وأثرها على الصحة العامة
الجمعة يونيو 28, 2019 10:39 pm من طرف HAKEEM
» تعلم رسم العيون بالقلم الرصاص
الجمعة يونيو 28, 2019 10:27 pm من طرف HAKEEM
» لو أننا لم نفترق .. رائعة فاروق جويدة
الجمعة يونيو 28, 2019 12:25 am من طرف HAKEEM
» قصة مجنون ليلى
الجمعة يونيو 28, 2019 12:21 am من طرف HAKEEM
» من حكم الشافعي
الأربعاء يونيو 26, 2019 9:11 pm من طرف eman74
» Proverbe
الثلاثاء يونيو 25, 2019 9:15 pm من طرف eman74